قافلة الإخلاص  Cool_h32قافلة الإخلاص  Cool_h33



الرئيسيةالرئيسية  المجلهالمجله  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول    

شاطر | 
 

 قافلة الإخلاص

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعمحتوى الموضوع

vip girls

vip girls

عضو جديد



عدد المساهمات : 20

الجنـــس : انثى

العمر : 33

تاريخ التسجيل : 07/04/2011




مُساهمةموضوع: قافلة الإخلاص    قافلة الإخلاص  I_icon_minitimeالجمعة أبريل 08, 2011 8:18 am

... من شرفة غرفتها بالطابق الرابع من العمارة ،، أرسلت " وداد " نظرة مسحت بها الشارع ،، الوقت ليل و هي بانتظار زوجها .. لقد تاخر عن موعده اليومي .. رجعت إلى الغرفة و أكملت تحضير حقائب السفر ..
تغمرها فرحة عارمه ، تراها في وجهها الطفولي ، تنهدت و أرسلت زفرة زينتها إبتسامة حانية
ـ و أخيرا بعد عامين من الإنتظار ، ستسافر غدا هي و زوجها في فسحة العمر،، في محاولة لتعويض شهر العسل ..
إلى فرنسا هذه المرة .. أجل إلى باريس عاصمة الجن و الملائكة ..
شردت بذهنها إلى اليوم الأول من زواجها ... كانت تحضر نفسها لدخول شهر العسل ، و في الصباح الباكر خرجت هي و زوجها " أحمد " يحملان حقائب السفر .. و قبل الخروج من باب العمارة إستوقفهما أحد الأشخاص .. سلم على زوجها و انتحى به جانبا و بعدها سلم له و رقة صغيرة..


استدار زوجها إليها و قال لها و الحزن يغمر قلبه : " وداد " لن نسافر ثمة أمر مهم يخص العمل و أنا سأغادر البلد إلى بلد
" س " و أنا مكلف بإنجاز مهمة ..
تسمرت " وداد " في مكانها .. مذهوله ، مشدوهة ،، يا إلهي هل يعقل أن تغتال بسمتها في ثاني يوم من الزواج .. و أي
يوم ..لإنه أول يوم في شهر تمنته أن يكون عسلا بحق

لم تفق " وداد " من ذكرياتها إلا على وقع جرس الباب .. تركت كل شيء و رمت بالذكريات خلف ظهرها و أسرعت نحو الباب ...

ـ أهلا ، لماذا تأخرت .. شغلتني عنك ؟؟
ـ رد " أحمد " كان عندي شغل مهم ..
ـ لقد حضرت حقائب السفر ،، لا تتصور كم أنا سعيدة لأننا سنسافر
رمقها بنظرة لم تفهم معناها .. طأطأ رأسه ثم قال بصوت لم تتعود على نبرته
ـ " وداد " أنا آسف لا يمكننا السفر غدا
ردت عليه و في حلقها غصة :
ـ لماذا ؟؟ أنت من الغد في إجازتك السنويه ..
مسكها من يدها ،، أجلسها بقربه .. تأملها و احتضن وجهها الجميل بيديه و قال:
ـ لقد تم إلغاء إجازتي و علي أن أسافر غدا في مأمورية تخص العمل
استشاطت غيظا و قالت : كلا لن تسافر هذه المرة ، و لن يحدث لي الذي حدث المرة الأخيرة ،، هذه الإجازة حقك و حقي
و أنت و عدتني أن نسافر .. و هذه أمنيتي لأعيش شهر العسل الذي تأخر عن موعده ..
طبع على جبينها قبلة و قال لها :
ـ أعددك أن .... قاطعته باكية و الدمع يخنق صوتها :
ـ كلا .. أي عمل هذا الذي تتركني من أجله و تخلف لأجله وعدك لي ؟؟
ـ إنه شغلي يا " وداد " .
ـ لماذا ألا يوجد في العمل غيرك
ـ لأ ، يوجد و لكنــ ..... قاطعته قائلة
ـ لا إن في الأمر إن .. أي عمل هذا الذي تفاجىء به ؟؟



و تسربت إلى قلبها الضعيف غيرة المرأة ، و ظنت أن في الأمر أنثى أخرى
و فجأة قفزت إلى ذهنها صورة تلك الماردة الشقراء التي كانت تختلس النظر لزوجها في أحد حفلات العشاء التي دعوا إليها
و لم تفق إلا على صوته ..
ـ هه .. حضري حقيبة سفري .. و لا تنسي أن توقظيني على الساعة الرابعة صباحا
ـ قالت : لا لن أوقضك ، لن تذهب
ـ تبسم من غضبها و قال لها : إن لم تفعلي فالمنبه سيفعلها و يو قضني



دخل غرفة النوم و تهالك على السرير ... أما " وداد " فتملكها شعور رهيب بالإحباط و راحت تفكر في زوجها " أحمد " و أيام الدراسة بالجامعة و كيف كان لا يرد لها طلبا .. لكنه تغير الآن و أصبح لا يعير لطلباتها أي اهتمام ..
ظنت أنها لن تنام ليلتها فالتفكير أخذها إلى كل ما هو جميل ... دخلت الغرفه جلست عللى السرير تنظر إلى " أحمد " و هو في سابع المنامات .. أسندت رأسها إلى الوسادة .. فبادرها النعاس


فجأة أفاقت على نور الشمس يدخل من النافذة .. نظرت يمينها فرأت زوجها بجانبها
فرحت كالأطفال .. يا إلهي لم يسافر
انطلقت مباشرة إلى الصالون
جلست على الأريكة مغتبطه ،، متوهجة ..
مدت يدها و فتحت المذياع .. داعبت أذنيها أغنية " السيدة فيروز"
" يا مرسال المراسيل ، ع الضيعة القريبه ....... "
فجأة ..انقطعت الأغنية و جاء صوت المذيع :
ـ أيها المستمعون الكرام إليكم هذا النبأ
لقد سقطت طائرة تابعة لشركة الطيران المدني بركابها ،، و هي في اتجاهها الى بلدة " س " و قد كانوا متوجهين إليها للقيام بعمل في خدمة الوطن الحبيب فكان مصيرهم الإستشهاد..و للأسف لم ينجو منها أي راكب
و بدأ يقرأ أسماء الركاب ..

صعقت لما سمعته ، ففي الأسماء أناس تعرفهم إنهم زملاء زوجها في العمل ..تدحرجت دمعة من عينها أعقبتها ابتسامه باهتة
لو كان سافر لهلك مثلهم .. الحمد لله أنه لم يستيقظ و يذهب إلى المأموريه .

و انطلقت إلى غرفة النوم .. انحنت عليه تقبله على جبينه فوجدته كطعة الثلج ، نادته حركت يده ، لكن لم يفق
صرخت بأعلى صوتها .. لالالالالالالالا........ لقد مات " أحمد "


و ببكاء مرير راحت تتحدث إلى نعش زوجها .. كم أنت عظيم يا زوجي العزيز ،، سامحني لأني شككت فيك ، و لكنك ابن
هذا الوطن ،، أخلصت له .. لم تسافر مع أصحابك الأبطال .. لكنك لحقت بقافلة الشهداء




الجزائر : في 12/10/2007
الساعة 8 و 33 دقيقة مساء





الموضوع الاصلى : قافلة الإخلاص       المصدر : منتديات زهقان     الكاتب : vip girls




vip girls ; توقيع العضو




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

قافلة الإخلاص

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1



.:: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ::.


صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدى الادبى و الرومانسى ::   :: القصص والرويات-



قافلة الإخلاص  314

قافلة الإخلاص  Cool_h29
©phpBB | Ahlamontada.com | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع