اجنحه الرياح Cool_h32اجنحه الرياح Cool_h33



الرئيسيةالرئيسية  المجلهالمجله  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول    

شاطر | 
 

 اجنحه الرياح

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعمحتوى الموضوع

احمد متعب

احمد متعب

ربمآ يومآ يتحقق مآ تمنيتـ





عدد المساهمات : 12296

الجنـــس : ذكر

العمر : 31

تاريخ التسجيل : 16/10/2010




مُساهمةموضوع: اجنحه الرياح   اجنحه الرياح I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 22, 2010 7:04 pm

هبطت عشرُ إوزات بيضاء في بحيرة ماء صغيرة صافية تقع في قلب غابة جميلة من أشجار الأرْز والصنوبر والبلّوط فقررن البقاء حتى نهاية الصيف فالمكان جميل وهادئ والطعام متوفر في مياه البحيرة وعلى شواطئها وبين الأشجار لكنّ الإوزة زيزي
اجـنحة الريـاح***
كانت كثيرة الشكوى والتبرُّم فهي تؤكد أنها لم تشبع يوماً واحداً مع أنها كانت كما تزعم قد بحثت عن الطعام بجدّ في كل مكان لكنها في الحقيقة كانت تمضي معظم ساعات النهار نائمة قربَ الشاطئ
وقد أخفت رجلها اليسرى في ريش بطنها
حالمةً بوجبة من القواقع والديدان والضفادع الصغيرةفي صباح أحد الأيام استيقظت الإوزّات مذعوراتٍ على هدير حافلة تخترق الغابة
اجـنحة الريـاح***
وتتقدم نحو البحيرة متمايلةً على الطريق الترابي وقد أطلّت من النوافذ وجوهٌ صغيرة باسمة أسرعت الإوزات بالهرب والاختباء واضطرت إحداهن للعودة بسرعة وجرّ زيزي الكسولة نحو أشجار الغابة توقّفت الحافلة قرب الشاطئ ونزل منها بسرعة ثلاثون طفلاً انتشروا هنا وهناك يركضون ويصرخون ويقفزون
ثمّ صمتوا حين نزل المعلّم المشرف وأمرهم بالهدوء والاصطفاف أمامه راح يوزّع عليهم مهام إقامة المعسكر الصغير وسرعان ما ارتفعت الأعمدة وانتصبت
الخيام ودُقّتْ الأوتادُ وشُدّت الحبال ثم رفرفتْ الأعلام وبعد استراحة قصيرة عقد الأطفال حلقات الغناء والرقص ثم تناولوا طعامهم واستراحوا في الخيام
وبين ظلال الأشجار تسلّلت زيزي مستطلعة وكم كانت فرحتها كبيرة حين لمحت بقايا تفاحة فانقضّت عليها وابتلعتها دُفعة واحدة وأتبعتها بقطعة خبز وحين انتصف
النهار كان بطن زيزي قد امتلأ تماماً
في اليوم التالي قررت الإوزات مغادرة المكان والبحث عن مكان أكثر هدوءاً وأماناً لكنّ زيزي رفضت الفكرة فهي تريد البقاء بعد أن ملّت من الطيران والبحث بمشقة عن الطعام ورفضت بعناد
كلّ النصائح التي قدّمتها صديقاتهاوبعد أن يئسن من إقناعها اندفعن إلى الفضاء بأجنحتهن التي لمعت كالأشرعة الصغيرة في أشعة الشمس وطُفن دورة كاملة حول البحيرة ثم اندفعن نحو الجنوب
اجـنحة الريـاح***
بقيت زيزي وحيدة شعرت بالحزن قليلاً وسُرعان ما نسيت وراحت تبحث عن بقايا الطعام حول الخيام وتجرأت مرّة ودخلتْ خيمة مليئة بالخبز والخضار والفواكه فأخذت تنقر من هذا الطعام وذاك بنهم وسرعة ولم تتوقف إلاّ حين سمعت صُراخ الأطفال وقد أحاطوا بها من كل جانب وهميصرخون بفرح وزّة وزّة حاولت الهرب وزعقت وفتحت منقارها ورفرفت بأجنحتها لكنها وجدت نفسها أخيراً قد رُبطت
إلى شجرة وهدأ ضجيجها تماماً حين انهال عليها الطعام اللذيذ من أيدي الأطفال
كما قدموا إليها صحناً مليئاً بالماء العذب فكادت ترقص من الفرح واكتشفت زيزي أنّ الطعام يزداد كلّما قفزت وصفقت بجناحيها ورقصت فيضحكُ الأطفال ويزداد سخاؤهم
اجـنحة الريـاح***
قالت زيزي في نفسهاهذه هي الحياة حقاًنومٌ وراحةٌ وطعام لذيذ دون جهد أو تعب اللعنةُ على الضفادع والديدان والقواقع وطعمها الكريه
توالت الأيام سهلةً سعيدةً على زيزي وقد امتلأت لحماً وشحماً ولكنْ في عصر أحد الأيام لمحَتْ
زيزي الأطفالَ وهم يحزمون أمتعتهم ويقوّضون خيامَهم ثم اقترب منها طفل وأطلق سراحها
لم تفهم زيزي ما يجري ولكن حين أنشد الأطفال أغنية الوداع وركبوا الحافلة ثم لوّحوا لها بأيديهم أدركتْ أنهم راحلون تحرّكتْ الحافلةُ وزيزي مذهولةٌ لا تصدّق ما يجري فركضَتْ خلفَ الحافلة وهي تصرخ كواك كواك ولكنّ الحافلة واصلت سيرها حتى الطريق المعبّد ثم اختفت
في منعطف جبلي بعيد وقفت زيزي تنتظر ساعاتٍ حتى خيم الظلام وكانت تقول لنفسها سيعودون سيعودون حتماً إنهم أصدقائي لن يتركوني هكذا بلا طعام ونامت تلك الليلةَ قربَ الطريق تحلم بعودة الأطفال حاملين إليها صحوناً مليئة بالبسكويت والفستق والشوكولا لكنها استيقظتْ عند الفجر على نسمات باردة أرعشت قلبها فجرّت جسدها السمينَ نحو البحيرة بدا لها المكان موحشاً وعند الظهيرة قرص الجوع بطنها فأخذت
تبحث عما خلّفه الأطفال فلم تعثر على شيء لأن العصافير والنملات النشيطات قد نظَّفت المكان تماماً فدفعها الجوع أخيراً لمطاردة الضفادع والبحث عن الديدان والقواقع وبعد جهد كبير عثرت على قوقعةاختبأ فيها حلزون مسكين فابتلعتها بصعوبة وقرف وشعرت كأنّ حجراً كبيراً يرقدُ في بطنهاوهكذا نامت زيزي تلك الليلة وحيدة جائعةوأيقظَها فجأةً في الصباحِ هديرُ محرك
سيارة قادمة من بعيد فركضت زيزي فرحةً نحو الطريق وهي تصرخ كواك كواك ولكنها تجمّدتْ فجأة حينَ لمحتْ سيّارة صغيرة قادمة نحوها توقفت السيارةُ وامتدتْ من نافذتها فُوّهة بندقية ثم أومض برقٌ وأعقبه دويٌّ مفزع انخلعَ قلب زيزي من الرعب حين رأت ريشات تتطاير من جناحها الأيسر وأحسّت بسائل ساخن يقطر منه فاندفعت تقفزة بكل قوتِها نحو الغابة وهي تصرخ مذعورة زيزي تركض ورصاص الصيادين يلاحقها حاولَتْ الطيرانَ لكنّ جناحها المحطّم فَقَدَ القدرة على الحركة، وأخيراً توقفت يائسة لاهثة خلف إحدى الأشجار والرصاصُ يحاصرها نظرت بلهفة إلى السماء فشاهدت سرباً من الإوز يعبرُ الفضاء بحريّة وشموخ
فتمنّتْ زيزي من أعماقها أن تكون طائرة معه تعانق بجناحيها أجنحة الرياح





الموضوع الاصلى : اجنحه الرياح      المصدر : منتديات زهقان     الكاتب : احمد متعب




احمد متعب ; توقيع العضو




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

اجنحه الرياح

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1



.:: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ::.


صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدى الادبى و الرومانسى ::   :: القصص والرويات-



اجنحه الرياح 314

اجنحه الرياح Cool_h29
©phpBB | منتدى مجاني | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع