لم يكن يوما عاديا
فانا الأن استعد لأول يوم دراسى فى المعهد
بعد عناء ومشقة الدبلوم
حققت حلم ونفسى واصبحت فى المعهد محاسبة
لكم حلم بها ابى
وكم دعت امى
بأن يصبح ابنهما طبيبا
وانا الأن احقق ما تمنياه
كانت رهبة اليوم الأول غير عادية
ولكنه كان احساس عظيم
بأنى اصبحت طالب فى المعهد
وكعادة كل الطلاب فى اول يوم دراسى
لا شاغل لهم سوى المظهر
وكنت قد اعددت نفسى
طمعا فى ان اجتذب بنت الحلال
كانت حصيلة اليوم الأول صديق جديد
او صديق وحيد
فقد اصبحنا متلازمين طيلة الدراسة
لا نفترق
لا اعرف لما لم اتعرف على غيرة
لم احاول حتى
وكأنه قدرا كتب علي
وانا استسلمت له
كنت اشعر بأن ذلك الشخص فيه الكثير من الصفات التى اجدها فى نفسى
وفى النهاية جعلته صديقى الوحيد
فانا بطبيعتى غير اجتماعى
وكنت ارى فى هذا وقارا واحتراما
وهو ما فرضته علي طبيعة نشأتى
فبعد ان كنت فى شبرا وناسها البسطاء
اصبحت الأن فى الجيزة
لست زائر ولا ضيف
بل عضو فى المعهد
مرت اول ايام المعهد بهدوء
ولكن عندما يطرق الحب باب قلبك
تشعر بمزيج من الأحاسيس المختلفة
المريبة والجميلة فى نفس الوقت
تشعر بالخوف على حبك
والحنين اليه
تكون فى حيرة طالما اشتقت اليها
عندما رأيتها لأول مرة
شعرت بقلبى يتحرك من مكانه
كانت كالقمر ليلة التمام
بل كان القمر مثلها
وانا كالنجم احاول الأقتراب لأحظى بنصيبى من نورها
لا استطيع ان اخفى شوقى اليها
فانا جديد فى مدرسة الحب
لم اترك مكانا هى فيه
نظرى لا يبتعد عنها
ولكن كل هذا بدون اى خطوات ايجابية
كنت اتلهف للأقتراب منها
للبوح لها بما بقلبى ناحيتها
ولكنه الخوف اللعين
سئمت الأنتظار
نار الشوق بدأت تحرقنى
اشتاق لها وهى امام عيناى
فما بالكم وانا بعيد
ظل الحال كما هو عليه
تقف وحدها
وانا وحدى
استجمعت شجاعتى
طردت الخوف من قلبى
او ربما عطف الخوف علي
فسمح لى ان اذهب
وسمح لقلبى ان يذهب معى
تحركت بخطى ثابته نحوها
لم اعرف ماذا اقول
فأنا جديد فى مدرسة الحب
عرفتها بنفسى والكلمات تترجرج بين شفتاى
ولكنها لم تحرك ساكنا
وكأننى لم اكن واقفا
وكأننى سراااااااب
هل تتعالى على ؟
هل وقعت فى حب ملكة الغرور ؟
فجأه وبدون سابق انزار
انفرجت شفتاها بأبتسامه
ظننتها فى اول الأمر لى
ولكن صاحبة الأبتسامة جائت من خلفى
انهى احدى صديقاتها
وذهبا معا !!!! ً
لم اجد من ينتظرنى
كان امرا غريبا لى
ولكنه كان جيداُ
فكانت فرصة لأخفاء حزنى فى طريق العودة
لم يقطع تفكيرى الا صوت عالى عند إقترابى من بيتى
كان صوت قرأن
ادركت ان احدا من اهل بيتى قد اتى اجلة
لمحت صاحبى واقفا امام البيت
فهو يقول :
تعيش وتفتكر
وصاحبى يهمهم:
الله يرحمك يا صاحبى
اذن فأن المتوفى
انا صاحب العزاء
انا ميت من عام مضى
وجال بخاطرى فكرة واحده
لم تكن متكبرة
لم تكن متعالية
انا المخطىء
انا ظلمتها
فهى ترانى
فأنا ميت