دمــوع
كانت الدموع اسلوبها .. طريقتها هي ما تستطيع فعله..أفضل طريقة للتعبير عن
نفسها لا تستطيع التحدث لا تستطيع العمل كانت دموعها مقدسه لا تحب أن يدخل
محراب دموعها أحد ... كانت الدموع بمثابة الانيس والجليس قد تجد أحياناً
انها مؤلمه كثيراً وعلى الرغم من ذلك لا تستطيع الاستغناء عنها .. فقد
اعتادت عليها منذ صغرها ومذ كانت امها تضربها لأتفة الأسباب من وجهه نظرها
مثل سقوط كوب أو بعثرة ثياب أو حتى لترك الصنبور مفتوحا .. لم يعرف أحد مدي
حساسيتها ورقة مشاعرها فكانت تبكي في كل وقت حين تشاهد التلفاز وحين يعلوا
صوت امها وحين تشعر أن احدهم يعاملها بقسوه .. الدموع هي لغتها الرسميه
والتي تعبر عما يختلج بنفسها انها تريحها كثيرا حتى صارت تدمنها وبعد أن
وصلت الى سنها الان فلا تستطيع العيش بدون دموع لقد بكت كثيرا لموت عمتها
والتي لم ترها في حياتها بكت على الرغم من بعد عمتها عن عائلتها نظرا
لهجرتها منذ زمن وكذلك حين توفى زوج خاله ابن عمه والدها بكت ... عاشت حياه
مليئه بالدموع .
الى أن جاء هو .. ارتاحت اليه كثيرا .. انه مرح محب للحياه لا يحمل هما
لشيء يتعامل على طبيعته مع كل الأشخاص مرهف الحس ..أحس بها من يوم وقعت
عيناه عليها هذا ما أحسته ...هذا ما شعرته وأبداً لم ترى دموعه كان هذا ما
ينقصها أن ترى دموعه حتى تكتمل صورته ، شعرت بما لم تشعر به من قبل فقد نبض
قلبها بالحب ..انه يعاملها بكل رقه يهديها نظرات حانيه مغرورقه بالدموع
وحين شاهدت شبح الدموع في عينيه كأنها وجدت غايتها فقد احتاجت منذ زمن لتلك
النظرات فلم تجدها عند أي انسان ..تلك النظره التي تمنت أن تراها من أمها
يوما..من أخيها ..ممن يدعون حبها ..صارحها بحبه .. رقص قلبها طرباً
..وصارحته هي أيضاً ...تقدم لخطبتها كان على خلق ووافق اهلها على الرغم من
كونه ليس غنيا وحان يوم الزفاف ونظرت لنفسها في المرآه وهي لا تصدق نفسها
وهي في ذلك الثوب الأبيض الطويل ...انها سعيده بالفعل ولأول مره منذ وقت
طويل انها أسعد من على وجه الأرض لقد تحقق حلمها ووجدت من يشعر في زمن شح
فيه الشعور والأحساس .. وارتجفت أصابعها وسرت تلك القشعريره في يديها
وانتفض قلبها واندفع الدم الى رأسها وتلك الانقباضه الخفيفه في رقبتها
وانعقد حاجباها...
وانسابت الدموع ... مره اخرى
دموع الفرح