أكد الدكتور على جمعه مفتى الجمهورية ورئيس مجلس أمناء مؤسسة مصر الخير، أن
التظاهر من الحقوق المشروعة للمواطنين وهو نوع من التعبير عن الرأى الذى
يعد جزءا من الديمقراطية مشددا على أن المظاهرات يجب أن تكون بعيدة عن
مداخل البلاد، فمثلا يوجد حديقة الأورمان، وكذلك الحديقة الدولية وغيرها من
الأماكن التى لا تعطل مصالح البلاد، لافتا إلى انه لا يوجد مانع من توصيل
صوت المتظاهرين للمسئولين بعيدا عن الإضرار بالوطن.
وقال خلال زيارته صباح اليوم لعدد من مصابى المظاهرات فى مستشفى الحسين
الجامعى للاطمئنان عليهم وتقديم المساعدات لهم من مؤسسة مصر الخير أن دورنا
الشرعى هو الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لمنع حدوث الفتن، مشيرا إلى أن
مصر ستخرج من الأزمة الحالية بشكل أقوى من الفترة السابقة وستكون علامة
فاصلة فى تاريخها.
وأكد أن الإضرار بالمصالح العامة ربما يمتد إلى عدم تمكنا من استيراد بعض
السلع من الخارج إلا بدفع ثمنها فورا دون تأجيل مما قد يؤدى إلى عدم حصولنا
على بعض السلع الغذائية وهذا أمر بالغ الخطورة.
وحول ترديد البعض قيام قناة الجزيرة بمحاولة إحداث فتنة فى مصر مما يتطلب
مقاطعتها، أوضح المفتى أن الإعلام بمثابة العملة الجيدة التى تطرد نظيرتها
الرديئة، نظرا لأن عالم الإعلام يختلف عن الاقتصاد والسياسة، قائلا: لو كان
عندنا قناة قوية بالأموال والمهنية لن نحتاج للقنوات الأخرى مما يتطلب عدم
البخل فى الإنفاق على الإعلام لوجود أقطاب إعلامية قوية، مؤكدا أن جريدة
"اليوم السابع" نشرت وثائق ويكيليس التى أكدت سعى الجزيرة لإحداث فتنه
والإضرار بمصالح الوطن، إضافة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية قد منعت
قناة الجزيرة من التغطية أثناء حرب العراق وذلك لمصالحها الشخصية وكذلك بعض
الدول الأخرى قد منعتها من قبل مثل السعودية والإمارات.
وتعجب المفتى من تأكيد البعض وجود مليون شخص فى ميدان التحرير أثناء
المظاهرات رغم ضيق مساحتها، لافتا إلى أنه حضر لقاء فى دولة الهند فى وقت
سابق به مليون شخص فى مساحة تقرب من 16 كيلو مترا، فى الوقت الذى لا توجد
مثل هذه المساحة فى ميدان، قائلا: أنا أتعجب من ترديد مثل هذا الكلام،
فمثلا فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر خرج 3 مليون شخص فى جميع أنحاء
القاهرة مما يدل على أن ميدان التحرير لا يتسع لمليون شخص.
وقال المفتى إن المدرسة الهندية فى الإدارة تختلف عن نظيرتها الأمريكية حيث
يوجد فى الهند ما يقرب من مليار و300 مليون فرد، لكن هذه الدول الآسيوية
أصبحت تقارب الدول المتقدمة فى مكافحة الفقر، لافتا إلى أن مصر الخير هى
مؤسسة مركزية لا يقتصر مساعداتها على منطقة فقط، وإنما تسعى للمساهمة فى
مساعدة البعض فى مختلف المحافظات، مشددا على انه سوف يتم عمل بحث اجتماعى
لجميع المصابين فى المظاهرات لمساعداتهم سواء من خلال العلاج أو تقديم
المساعدات.
وفى نهاية اللقاء استمع المفتى لجميع المصابين المتواجدين فى مستشفى الحسين
حيث طالب أحدهم بضرورة زيادة مرتبات الموظفين التى لا تتعدى 350 جنيها فى
ظل ارتفاع أسعار السلع والخدمات ورد المفتى بأن مؤسسة مصر الخير ستقف
بجانبهم مشددا على أن أحد العوامل الرئيسية التى تؤدى إلى الانهيار هى
البطالة والفقر والجهل.