مُنذْ زَمنْ رَاودنِي الحَنينْ فِي رَائحة قَهوتكْ الشُتوية
تُخبئ فِي الذَاكرة مَخبأ لِخدرْ يَرسمني بِروية
يَتخذْ مِنْ السَنينْ بَصمه تَنحدر مِنْ ظِلي
وأطبقْ بِكفي لِحُلم مُستترْ
أقطفْ مِنْ نَشوة النَبضة مَعرجْ لِـ حُمى الآه
مَلاذها عِند أنفاسكْ المُقطرة عِطر الآمَالْ الرَضيعَة
فِي فَم شَهوة العَطشْ لِـ الارتواء حُلم أرقه السُهادْ
و صَرخة أجفَانْ الغِيمْ حِين أغرقها الانهِمَارْ
أفرطتْ الإنصَاتْ لِلمَجئ قُرب أمَانِي اللِقَاءْ
وهُبوبْ غِيابكْ يَتفرعنْ عَلى أغصَانْ الشَوقْ الأخضرْ
فَلم أقوى عَلى مُرافقة الأرقْ وخِيبة الليل في زِنزانَة الوَلاء لَكْ
مَا أوحشه
وقلبِي فِيكْ غَرقْ
مَا أشده
وأنَا يَا فجِري أرقْ
مَا أطولَه
وظُلمة اللِيل غَسقْ
لِمَا بَات قَلبي أبكمْ
وأنتْ مَقعدْ الأزلْ فِي الوَريدْ
لِمَا أموتْ دُونكْ ظُلمه عَلى وجهِي
وأنتْ نُور الشِفاء فِي نَاظرِي
سَؤالْ أخر يَرتجي تُزمل جَسدي
وأنصتْ
عُنق الشَوق يَقرئني مِيلادْ فِي مَوطن أسكنتكْ صَدري
والرُوحْ مدينتك أبنائها صغار الحنين
طُقوسْ السَحر تُحِيلْ المَسافاتْ غَرقا
تَرسم لِـ غِيثكْ أفَاقْ لِلموعدْ المَهجورْ
بِأنفاسْ الزَفيرْ عَلى مَخداتْ السَهرْ
كَـ سَجينْ فِي رِحابْ مَاهيتك فِي أوردتِي
تُشاطرنِي الحُلم وتُهديني أنفاسْ البَقاءْ
فِي دُروب تَتدلى مِنْ سَماء الفَجر السَاهرْ
يَترادفْ مَع الصَبر الحَنين و الشَوقْ
و أشهى حِكايه مَمزوجه فِي عُمق قَلبِي
فَلك أنْ تُقاسمنِي الجُنونْ
وهَمهمة تَراتِيل وريدي الغَارقْ فِي بَعضي
يَرتقبْ أنفاسْ حُلمي لِيلوذ إليك هَارباً
ثُم ~ تُصغِي لِبعض إشتياقِي تمتامات السَهر
وتَرف خَافقي يحتاجك لِيلي يَختلطْ بِي يُسامر بَياضْ قَمرِي
دُون الإدراكْ جَاء وَجه اللِيلْ يَندسْ بَينْ احتوائِكْ
يُلبِي صَرخة مِدادِي
وأسرج سِراج الحُلم بَين فُصول الزَمنْ
يُلامس فَجر تَمسك بِذكرى ذَاتْ شَجنْ
لِـ تُقام رَهبنه تُصلي عَلى مَلكوتْ أزمان صَوب اشتِياقِي المُتغطرسْ
جَاء بِلا نَذير ولا شفيع يُلبي النِداءاتْ الخَرساءْ
تُقِيد مَجرى الأنفاسْ حِكاية بَين تَالفْ هيامكْ
يلفظْ الشَوقْ وربِيع الأمَانِي المُزهرة
ومَا دُون الوَعي أنا زِنزانه تُنجب كَرزْ
تَرتجِي قِبلتكْ ومكاناً علياً !!