حلم السنينعضو مميز عدد المساهمات : 2493
الجنـــس :
العمر : 31
تاريخ التسجيل : 16/01/2011 | |
موضوع: سفر موجع و غيمة متبددة .. الأربعاء مارس 02, 2011 11:47 pm |
| غيمتي تصرخ في كبد السماء ,
تسأل عني ..
تشتاق لي ..
تحبني لأني أمدها بالمطر ..
فهي ككل الغيمات يرعبها
الجفاف ..
وتخشى الخريف ..
و أنا الشتاء بعينيها و أنا الخريف
بقلبها الأبيض ..
تعلم غيمتي أنني أنا الرجل
الذي تشققت أوردته من الجفاف ..
و أنا المرمي على الأرصفة بلا أمتعة ,
بلا أماني , بلا أحلام أتوسدها ..
وأنا المهزوم بكل حضارات المشاعر
لأني بنيت مدني الحالمة على بقاع متصدعة ..
و أنا المُلام الأوحد في هزيمة الحروب
الحمراء في الأزمنة العاثرة ..
تعلم غيمتي أن أمي الشجرة الأطهر على وجه الأرض ,
فهي أطهر من شجرة الزيتون , تراقبني غيمتي حين أكتب لها :
أمي : حين أراكِ يتقزم حجمي ,
وتعتريني رغبة شديدة في أن أقبلَ قدميكِ
وأرى الجنة من تحتيها ..
فقد سئمت الحياة بقلب متقطع النياط ,
وعين دامية ..
تعبت أن أضع النور بغيومٍ عقيمة
لا تنجب المطر ..
أرشديني يا جنتي الصغيرة أين هي قارعة
الطريق ..؟
أصحيح أن الطريق يتيم لا قارعة له , وحيد
متمدد توشمه أقدام العابرين كما كنتِ تقصصين علي ..!
غيمتي تبحث معي عن صديقي المفقود منذ عام وجعي الأول ,
آهٍ يا صديقي : متى سأجدك ..!
سئمت البحث عنك في رسائلنا السماوية ,
وبين طيات الغروب ..
وفي جوف حبات الودق..
أكنت وهماً كما هي وجوه الأصدقاء الضبابية...!
اشتقت لمسامراتنا , ومغامراتنا ..
أتذكر حين كنا نعلق أمنياتنا
على أشجار البلوط كمجانين أضاعوا وجهة السماء ..
كنت تحب المطر بحجم حبكَ لصغيرتك ,
كنت تحكي لي كم كانت تشبهك ,
وكم كنت ترى عمرك الضائع في بريق عينيها ..
كنت تخضب كفوفها بحناء قطفتها من بساتين
أحلامك الخضراء ..
أين أنت الآن؟
و أين هي ؟
غيمتي تبددت بعد أن عدتُ الآن بعد سفرٍ طويل ,
لا أحمل بيدي سوى الريح ..
ضاعت أمتعتي ..
و حقيبتي انتشلوها من يدي ..
أجرُّ بقايا مشاعر تنزف ولا يأبى
لموتها أحد ..
في جيبي قصاصات ورق كتبوها الأصدقاء
ذات يوم و غلظوا الأيمان أنهم لن يحرقوها ,
وحرقوها وبقيت أنا المترمد الذي تجمعني أوراقهم ...
مؤلمة هي الخسارة ياغيمتي بأقدام شجتها المسافات ,
والرجوع حيث البدايات يشبه الموت بلا كفنٍ يضم عظاماً عاريات ..
كيف لي أن أتحمل كل هذا و أنا المخلوق من الطين ..!
غيمتي إني أعيش فوضى مشاعر , فقد فلت كل شيء من يدي,
ينزف كل شيء من يدي , حتى أطرافي لا أعلم من شذَّبها ..!
في كل بقعة من جسدي ثقب يسربني حيث الخارج , حيث لا أحد , حيث لا أنتِ ..!
لو أن لي شمسُ تبخرني كي أصعد إليكِ غيمتي و أبات حتى تمطريني
مطراً و تمتصني الأرض ثم أتبخر إليكِ من جديد ,
فقد أرهقني النزيف فبعدكِ لا يحتضنني سوى الريح ..
راق لي
|
|