فى يوم الوحدة الوطنية شهدت قرية صول بمركز أطفيح زيارة الدكتور أحمد الطيب
شيخ الأزهر، يرافقه الدكتور عبد الله الحسينى هلال وزير الأوقاف، وعدد من
قيادات الأزهر الشريف، حيث بدأت الزيارة بتفقد الطيب لمعهد تحت الإنشاء
للمرحلة الابتدائية، وأعلن شيخ الأزهر استثناء ذلك المعهد من شروط الجودة
وبناء المعاهد، وصرف إعانة 600 ألف جنيه، لاستكمال بناء المعهد، و المكون
من خمسة طوابق، كل طابق به 7 فصول، ثم انتقل الإمام لمكان المؤتمر الشعبى،
ثم توجه إلى كنيسة"الشهيدين"، التى أعيد بناءها بمعرفة القوات المسلحة.
وأكد الطيب أنه عرض عليه زيارة قرى ومحافظات لكن الوقت لم يمكنه من ذلك،
مؤكدا أن قرية صول لها من منزلة كبرى، وأنه سعيد جدا بتلك الزيارة، مضيفا
فى المؤتمر الشعبى الذى حضره الآلاف من أهالى القرية، أن هناك ضوابط دقيقة
يلتزم بها المسلم التزاما وجوبيا، كما أن هناك ضوابط أخرى تحرم بها أشياء
معينة.
وأضاف شيخ الأزهر أن التزام المسلم تجاه غير المسلم هو التزام شرعى، و
الإسلام ينطلق من أن المسلمين ليسوا وحدهم فى هذا العالم، وأن الله لو شاء
أن يجعل الناس كلهم على دين واحد لفعل، ولكنه شاء أن يخلق الناس مختلفين فى
أديانهم وأجناسهم ومدراكهم، مضيفا أن الاختلاف بين الأديان مشيئة إلهية
مستمرة إلى يوم القيامة، والقرءان حدد علاقة المسلمين بغيرهم، فيجب احترام
الخلاف، واحترام علاقة محددة وردت فى قوله تعالى "لتعارفوا"، وهذا فى
العموم، أما المسيحيون فهناك توجيهات صارمة بأنهم أهل مودة، فلا يقبل أن
تقوم العلاقة بين المسلم و المسيحى إلا على المودة.
وأكد الطيب أن مصر مستهدفة، مطالبا شباب وعلماء الأزهر أن يقرأوا مشروع
الشرق الأوسط الجديد، لتفتيت تلك الكيانات الكبرى، فاليمن والعراق تفتتوا،
ومطلوب تفتيت لبنان ومصر وليبيا والهدف من ذلك، أنه لن يقبل أن تكون
إسرائيل كيانا صغيرا وسط كيانات كبرى.
وخلال زيارته لكنيسة الشهيدين أكد الطيب أنه لم تُهدم كنيسة من قبل فى
الإسلام، مشيدا بالقوات المسلحة فى سرعة الانتهاء من بناء الكنيسة، أفضل
مما كانت عليه، موضحا أنه كان يتابع مع أسقف الجيزة ثيوءدوسيوس و قداسة
البابا والمجلس العسكرى خطوات بناء الكنيسة، مؤكدا أنه بعد الانتهاء من
بناء الكنيسة بدأ العمل فى إنشاء معهد دينى أزهرى.
من جانبه وجه الدكتور عبد الله الحسينى هلال، وزير الأوقاف، الشكر لأهالى
صول لتحليهم بالصبر، وقضائهم على الفتنة فى مهدها، وضربهم المثل الأعلى فى
إعلاء كلمة الوطن، والمحافظة على استقرار مصر، موجها الشكر للقوات المسلحة
لبنائها الكنيسة أفضل مما كانت عليه.
من جانبه قال الدكتور حسن الشافعى، من علماء الأزهر، أن الشعب المصرى شعب
متدين منذ عهد الفراعنة، فقد احتضنت مصر كافة الأديان السماوية، كما شرفت
مصر بتواجد الصحابة على أرضها، وفى كلمته وصف الشافعى الدكتور أحمد الطيب،
بأنه شيخ الصوفية، وهو ما علق عليه شيخ الأزهر، قائلا: لست شيخا للصوفية،
لكنى من محبيهم، واجد فيهم قلبى بعد أن وجدته فى الأزهر.
من جانبه قال الأسقف سيوءدوسيوس، أنه يشكر الرب على انتهاء الأزمة بسلام،
وبناء الكنيسة أفضل مما كانت، خاصة وأن الانتهاء من بنائها يأتى مع
احتفالاتنا بأعياد القيامة، مؤكدا أن الفرحة فرحتين، موضحا أنه منذ بداية
الأزمة وهو على اتصال مع شيخ الأزهر، الذى كان موقفه واضحا منذ البداية بأن
الأديان تحث على التسامح، مؤكدا أن زيارة الإمام الأكبر تأتى لتؤكد على
تعاليم الإسلام السمحة.
من جانبهم عبر أهالى قرية صول عن فرحتهم بزيارة الإمام الأكبر حيث استقبلته
القرية بالافتات المرحبة، واصطفاف الرجال على جانبى الطرقات وإطلاق
السيدات للزغاريد، مؤكدين أنه لم تكن هناك أزمة من الأساس وأن الإعلام هو
الذى ضخم الموضوع.
وقدم أساقفة كنيسة الشهيدين المصحف لشيخ الأزهر ووزير الأوقاف، كما قدموا سبحا للوفد المرافق.
وشهد المؤتمر الشعبى عقب انتهاء كلمة شيخ الأزهر ما يشبه احتجاجا لإلغاء
محافظة حلوان، مطالبين شيخ الأزهر بالتدخل رافضين أن تصبح حلوان "مزبلة
القاهرة"، على حد وصفهم، وهو ما رد عليهم شيخ الأزهر قائلا: اهتموا
بقريتكم، واعملوا على أن تجعلوها أفضل القرى.