تحت رقابة مشددة، أدى عدد كبير من الوزراء ورجال
الأعمال، صلاة الجمعة اليوم فى مسجد السجن، وكان السبب الرئيسى فى تشديد
الحراسة، حسبما أكدت مصادر أمنية فى منطقة سجون طره، هو خوف قيادات السجن
من تجدد المشاحنات بين سجناء وزارة الداخلية، خاصة بين اللواء حبيب العادلى
وزير الداخلية الأسبق، واللواء أحمد رمزى قائد قوات الأمن المركزى، حيث
شهدت الأيام الماضية مشادات كلامية بين الاثنين، عقب نظر أولى جلسات
محاكمتهما فى قضية قتل المتظاهرين، مما أدى لقيام إدارة سجن طره بعزلهما عن
بعضهما.
وبعيداً عن مشاحنات قيادات وزارة الداخلية، شهدت خطبة الجمعة اليوم مفارقة
طريفة، إذ حرص جميع الوزراء وجمال وعلاء مبارك ورجال الأعمال على الصلاة فى
المسجد، باستثناء منير غبور.
كما حرص جميع الوزراء ورجال الأعمال، الذين بلغ عددهم حتى الآن 36 مسجوناً
على حمل سبح معهم، فيما أدى الشريف وسرور وعزمى وهشام طلعت مصطفى وأسامة
الشيخ، الصلاة وهم جالسون على مقاعد.
وجاءت خطبة اليوم التى ألقاها الشيخ عبد الفتاح عبد الظاهر، الإمام المنتدب
من وزارة الأوقاف، تحت عنوان الظلم ظلمات يوم القيامة، ومزايا الزهد فى
الدنيا.
وعقب انتهاء الصلاة علق أحد الضباط على موضوع الخطبة، قائلاً: والله كان عنده حق مرتضى منصور، لينفجر جميع قيادات السجن فى الضحك".
وكان مرتضى منصور، أطلق صاروخ أرض جو الأسبوع الماضى، فى أرجاء سجن
المزرعة، بعد أن صلى الجمعة مع الوزراء ورجال الأعمال، وخرج بعد الصلاة
وانتقد الإمام، قائلاً: إزاى الإمام يبتدى الخطبة، قائلاً: "أيها الإخوة
المؤمنون، هو مش عارف بيخطب فين ولمين"، كان المفروض يقولهم أيها الإخوة
الفاسدون".
وعلى ذكر مرتضى، ردد عدد من السجناء هتافاً موحداً مساء أمس، بعدما علموا
بخبر خروجه من المحكمة إلى منزله دون الرجوع إلى السجن، إذ قالوا "دلع عينى
دلع عملها مورتا وخلع"، فى إشارة منهم إلى أن مرتضى منصور كان أول من غادر
سجن المزرعة من المشاهير، دون يعود حتى لوداعهم.
ومن ناحية أخرى، أكد مصدر أمنى لـ"اليوم السابع"، أنه من المقرر أن يخضع
جمال وعلاء مبارك لجولة جديدة من تحقيقات النيابة فى الأسبوع المقبل، وشدد
المصدر على عدم قدرة مستشفى السجن على استقبال مبارك بسبب عدم توفر الأجهزة
الطبية التى تستلزمها حالته، ونفى المصدر ما تردد من أنباء عن إعداد عنبر
خاص فى سجن القناطر لسوزان مبارك.