هذا الشاب الشجاع أحمد الشحات الذى قام بعمل بطولى رائع لا يستطيع أحد
إنكاره أو تجاهله وهو إنزال علم إسرائيل من فوق مبنى السفارة الإسرائيلية
بعد تلك الأحداث على الحدود ولكن كالعادة تم إستغلال الحدث من جميع الجهات
كلا ليحقق مصالحه الشخصية فقامت الفضائيات بعمل البرامج والللقاءات مع
البطل المصرى وإرتفعت نسبة المشاهدات ونسبة الإعلانات ودخل الإسلاميون فى
الإستفادة حيث أصر الشيخ صفوت حجازي على اصطحاب الشحات معه في سيارته كي لا
يتعرض له شخص أو جهة بسوء كما ظهرت فى المظاهرات أعلام التوحيد والتنديد
باليهود وليس بدولة ولكن بديانة مما يؤكد محاولة الإسلاميين نقل الصراع إلى
صراع دينى مما جعل الكاتب علاء الأسوانى يقول (
لو اعتبرنا أي يهودي في العالم مسؤولاً عن جرائم إسرائيل.. هل من حقنا أن
نغضب إذا اعتبر الغربيون أي مسلم في العالم مسؤولاً عن تفجيرات ١١ سبتمبر؟)
كما جاءت تصريحات جميع مرشحى الرئاسة حتى لا يفوتهم الحدث بدون ظهور وجاءت
جميعها مؤيدة للحدث ومبجلة له كما كان الإستفادة الأكبر تلك التى حصل عليها
الجيش حيث عاد التوافق من جديد بين الثوار والقوات المسلحة عندما قام
الشحات بذلك فى حراسة الشرطة العسكرية وحراسة قوات الأمن ولكن للأسف الشديد
بعد هدوء الأحداث وعودة العقل للتفكير بعيدا عن العاطفة وجدنا على الجانب
الآخر استفاق المصريون على حقائق مريرة من بينها رفض إسرائيل على لسان
إيهود باراك الاعتذار لمصر عن تورطها في قتل الجنود والضباط وصدور بيان من
مجلس الوزراء بسحب السفير المصري من تل أبيب ثم تلاه آخر يقول إن أمر السحب
عبارة عن غلطة مطبعية مسؤول عنها موظف في رئاسة الوزراء وهو ما يعكس
ارتباكا واضحا وليس سيناريو محكما لإدارة الأزمة كما يجبر القانون الدولي
مصر على إعادة العلم إلى مكانه مرة أخرى لأن الأمر يهدد كامب ديفيد ويجعلها
لاغية ويتنافى مع مبادئ القانون الدولي الداعية إلى توفير الأمن للسفارات