لا تزال "أجواء الاشتباكات" بين مؤيدى الرئيس مبارك والمطالبين برحيله
مسيطرة على ميدان التحرير، وسط أجواء تعصف بالبلاد إلى حرب أهلية، حيث أصيب
أكثر من 50 متظاهرًا بميدان التحرير اليوم فى اشتباكات بين مؤيدين
ومعارضين لرحيل مبارك، وذلك عقب نجاح عدد من المتظاهرين المؤيدين لمبارك فى
الوصول لميدان التحرير.
وألقى المتظاهرون بميدان التحرير القبض على نحو 30 فردًا من المتسببين فى
أعمال الشغب، وتبين أن بعضهم من المنتمين للحزب الوطنى والأمن، وذلك قبل أن
يقوموا بتسليمهم لرجال القوات المسلحة.
وقامت مجموعة من مشايخ الأزهر والقساوسة من مؤيدى مبارك بدعوة المتظاهرين
بميدان التحرير للانسحاب الفورى من الميدان تجنبًا من حدوث بعض الاشتباكات
بينهم، مستخدمين مكبرات الصوت ولافتات تصور متظاهرى التحرير بالخونة.
كما قامت مجموعة من السيدات باستخدام الطبل والزغاريد ورفعن لافتات مؤيدة للرئيس، واصفين البرادعى وأيمن نور بالخونة.
فيما أعلنت وزارة الصحة استعداد جميع المستشفيات القريبة من ميدان التحرير
استقبال أى مصابين يقعون أثناء المصادمات الدائرة حالياً بين المتظاهرين
المعارضين والمؤيدين للرئيس مبارك.
فى الوقت نفسه نقلت سيارات الإسعاف مجموعة من المصابين جراء المصادمات ومن بينهم مراسل قناة العربية، الزميل محمد جابتو.
وكان الدكتور أحمد سامح فريد وزير الصحة الجديدة، الذى تسلم حقيبته
الوزارية زار عدداً من المستشفيات التى استقبلت مصابى مظاهرات جمعة الغصب
للوقوف على المخزون الاستراتيجى من الأدوية والدماء فيها، حيث إن جميع
مستشفيات الوزارة وبنوك الدم تعمل بانتظام، كما أن أقسام الاستقبال بكل
المستشفيات تستقبل المصابين والحالات المرضية طوال اليوم.
وقالت الوزارة: إن الأطباء فى كل التخصصات وأطقم التمريض متواجدون فى
نوبتجيات لمدة 24 ساعة يتم تغييرها تبعا بالمستشفيات وأن كل الأدوية
والمستلزمات الطبية متوافرة.
يأتى ذلك فى الوقت الذى دعت فيه عدة شخصيات عامة مصرية، المؤسسة العسكرية
المصرية، إلى ضمان أمن وسلامة شباب مصر المتجمع للتظاهر السلمى فى ميدان
التحرير وغيره من شوارع وميادين المدن المصرية".
وأكد البيان الذى وقعه، خصوصاً رجل الأعمال نجيب ساويرس وسفير مصر السابق
لدى الأمم المتحدة نبيل العربى والكاتب سلامة أحمد سلامة، أن "العنف الذى
تشهده بعض شوارع مصر الآن لن يؤدى إلا إلى المزيد من الاحتقان السياسى
وانسداد أى أفق لانفراج الأزمة الراهنة".
كما وقع البيان الناشر إبراهيم المعلم والوزير السابق أحمد كمال أبو المجد
وعدد من الباحثين من بينهم عمرو حمزاوى وعمر الشبكى وجميل مطر.
وتابع البيان، "إننا نعقد الأمل على المؤسسة العسكرية للخروج بالوطن والمواطنين من هذه الأزمة، وإنقاذ أرواح شباب مصر".