قال الشيخ محمد حسان، الداعية الإسلامى، إن الأزمة ليست أزمة قرية صول
بأطفيح، مؤكدا أن العالم سيحكم على إسلامنا من تلك المواقف، محذرا من
الفتنة الطائفية وعواقبها التى لا يعلم مداها إلا الله، مؤكدا أن الإسلام
فتح مصر منذ 14 قرنا، ومع ذلك عامل الأقباط معاملة كريمة والتاريخ أثبت
ذلك، وأن ديننا ورسوله يقول لنا "ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق
طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس، فأنا حجيجه يوم القيامة"، وقوله صلى
الله عليه وسلم "من أمن رجلا على دمه فقتله، فأنا برىء من القاتل وإن كان
المقتول كافرا".
وأضاف، خلال المؤتمر الحاشد بقرية صول بأطفيح، علينا أن نرفع رؤوسنا، لأننا
ننتسب إلى دين محمد، لأننا لا نرضى بالظلم، ولابد من محاسبة الذين تسببوا
فى تلك المشكلة محاسبة عادلة من المسلمين والمسيحيين، مطالبا قائد القوات
المسلحة بالمنطقة إخلاء القرية من أفراد الجيش، وأن يجلس العقلاء من
المسلمين والنصارى ليحلوا تلك المشكلة حلا جذريا ، قائلا: مصر الكنانة ما
هانت على أحد.. الله يحرسها عطفا ويرعاها.. ندعوك يارب أن تحمى مرابعها".
من جانبه، قال الدكتور صفوت حجازى، الأمين العام لرابطة أهل السنة "جئنا
إليكم من أجل عزة وكرامة الإسلام و المسلمين، ومصر بلدنا أجمعين، وإننا لم
نجئ من قبل سلطة ولا نظام بل نحن الذين هدمنا النظام البائد ولدينا المقدرة
لهدم أى نظام، مضيفا "جئنا لنبنى بلادنا "، كاشفا عن أنه يملك وثيقة صادرة
بتاريخ 7 فبراير من العام الحالى من قسم المخابرات بالسفارة الأمريكية،
تقول إن القضاء على هذه الثورة صبغتها بالصبغة الإسلامية، مشيرا إلى أن
المصريين لن يمكنوا أحدا من ذلك، وستظل مصر إلى قيام الساعة، مؤكدا أن هناك
جهات خارجية تريد إشعال مصر بأيدى أبنائها، لكننا لن نعطيهم الفرصة، مؤكدا
أن من يهدم كنيسة أو يفزع كاهنا فهو عدو للوطن.
من جانبه، قال الدكتور عبد الله بركات، عميد كلية الدعوة الإسلامية بجامعة
الأزهر، إن الفتنة الطائفية تقضى على الأخضر واليابس، مؤكدا أن ما يحدث هو
من قبل فلول النظام السابق، وأنه على المصريين أن يعوا ذلك تمام.
من جانبه، قال الدكتور محمود عزب مستشار شيخ الأزهر للحوار- إن فضيلة
الإمام الأكبر حملهم برسالة الأزهر الشريف، تتمثل فى تضامنه التام مع روح
ثورة شباب (25 يناير) الواعى المؤمن بالله والوطن، والحريص على مصلحة مصر
العليا، وتماسكها صفا واحدا فى هذه الفترة الدقيقة من حياة الأمة، وتأكيد
رفض الأزهر التام لأى قول أو فعل يضر بالوطن من قريب أو بعيد.
وأكد الدكتور عزب تضامن موقف الأزهر بضرورة إعادة بناء الكنيسة، والحرص على
روح التسامح الإسلامى المعروف فى القرآن والسنة، ونبذ أية دعوة تمثل
اعتداء صريحا أو تلميحا لتماسك الوطن والتآخى الذى يقره القرآن الكريم، وأن
كل ما يناقض ذلك يضر بالإسلام ذاته، ويشوه صورته السمحة الواضحة فى كتاب
الله وسنة رسوله، والتى سار عليها المجتمع المصرى 14 قرنا من الزمان لم
تحدث خلالها أى حرب دينية أو أهلية، وأن هذه الروح مطلوبة اليوم وبشدة،
ليتسع مكانها فى مصرنا العزيزة.
وفى مشهد ينم على أنه لا فرق بين مسلم ومسيحى قام أكبر شيوخ قرية صول
بأطفيح بتقبيل وحضن أحد الأقباط بالقرية وسط انهمار الدموع من الحضور، وأكد
شيخ قرية صول أنه لا يوجد عاقل يرضى بما يحدث و أن الإعلام صور الموضوع
بكثير من التهويل والتأويل خاصة التلفزيون الرسمى، موضحا أن ما حدث عبارة
عن شائعات والشباب صعب السيطرة عليه.
وفى مشهد آخر، قام أحد الشباب الأقباط بالصعود على المنصة، وقال إن سماحة
الإسلام لا تحتاج شهادة من أحد مع ترديد هتافات "مسلم مسيحى إيد واحدة" وسط
تفاعل جميع الحاضرين.
والتقى الشيخ محمد حسان مع عدد كبير من الشباب المسلمين المعتصمين أمام
الكنيسة المهدمة، والذين طالبوا ببناء مسجد، بدلا منها، بالرغم من وجود
مسجد أمام الكنيسة المهدمة، حيث أكد لهم أنه لا تصح الصلاة فى أرض مغتصبة،
كما أنه لا يصح لمشاكل فرعية أن تهدم كنيسة، وطالب الشباب بالاحتكام إلى
شرع الله، وأنه سيتم عقد لقاء آخر بين الشباب والشيخ حسان.
حضر المؤتمر الشيخ محمد حسان، الداعية الإسلامى، الذى قوبل بترحاب شديد،
والدكتور صفوت حجازى، ووفدا يمثل الأزهر برئاسة الدكتور محمود عزب مستشار
الشيخ للحوار، وبمشاركة الدكتور عبد الله بركات، عميد كلية الدعوة
الإسلامية بجامعة الأزهر، والدكتور أحمد حماية، الداعية المعروف فى ألمانيا
والنمسا، وإمام مسجد السلطان حسن، ولفيف من علماء الأزهر، كما حضر الناشط
جورج إسحاق، وعمرو حمزاوى، ورامى لكح.