قام "اليوم السابع" بجولة داخل معسكر "هدن" على أطراف العاصمة الصومالية
مقديشيو، والذى يعتبر من أكبر المعسكرات التى تضم اللاجئين الصوماليين
الذين جاءوا للعاصمة هرباً من المجاعة التى ضربت المدن الجنوبية.
المعسكر الذى يضم قرابة العشرة آلاف أسرة بواقع 5 أو 6 أفراد للأسرة
الواحدة، التى يحتمى أفرادها بالأكواخ الخشبية بانتظار المعونات التى توزع
عليها من المؤسسات الأهلية العربية والإسلامية، التى نشطت خلال الأيام
الماضية، خاصة من جانب الجمعيات المصرية الممثلة فى الهلال الأحمر المصرى
ومؤسسة مصر الخير ولجنة الإغاثة باتحاد الأطباء العرب، فضلاً عن جمعية
العون المباشر الكويتية.
الكشرى الصومالى هو الوجبة الأساسية التى توزع على اللاجئين الصوماليين،
وعلى عكس الكشرى المصرى، يتكون الكشرى الصومالى من أرز وفاصوليا بنى مرتفعة
البروتينات، بالإضافة إلى زيت وسمسم.
"هدن" هى كلمة صومالية تعنى بالعربية "غنية"، ورغم أن الاسم لا معنى له من
الواقع، إلا أن الغنى الحقيقى الذى يعيشه اللاجئون الصوماليون أنهم لا
يتكالبون على المعونات التى تقدم لهم، بل أنك بمجرد دخولك للمعسكر ورغم
حالة الفقر الشديدة للمعسكر، إلا أن الهدوء التام هو المسيطر عليه، فلا
خروج عن النظام.. الطابور هو الأساس للحصول على المعونات.
"ديقة" فتاة صومالية لا يتعدى عمرها العشرين عاماً جلست فى كوخها الصغير
وخلفها أبناؤها الثلاثة، قالت لليوم السابع إنها قادمة من مدينة شيبلى سفلى
جنوب السودان، وتقيم فى المعسكر منذ ستين يوماً، بعدما هربت من المجاعة
الشديدة التى تعانى منها مدينتها، مؤكدة أن "الوضع فى المعسكر ليس جيداً،
لكنه أفضل بكثير من الموت جوعاً".
اللغة السواحلية هى السائدة وسط المقيمين فى المعسكر، والسبب كما قال عبد
الكريم المرافق الصومالى للوفد المصرى، أن المقيمين فى المعسكر هم من
الرعاة القادمين من الجنوب، الذين لا يتحدثون العربية.
من جانب آخر، اطلع الوفد المصرى الرسمى والشعبى على أوضاع اللاجئين
الصوماليين، بعدما قام الوفد المتواجد حالياً فى العاصمة الصومالية مقديشو
برئاسة السفيرة منى عمر مساعدة وزير الخارجية للشئون الأفريقية بزيارة
معسكر "هدن" للاجئين الصوماليين.
واطلع الوفد على طرق توفير الطعام وإعداد الوجبات الغذائية للاجئين
الصوماليين، بالإضافة إلى الاستماع لعدد من اللاجئين إلى مطالباتهم
واحتياجاتهم المستقبلية، وأكدت السفيرة منى عمر حرصها على تكرار هذه
الزيارة مستقبلاً فى محاولة للتخفيف من معاناة الصوماليين، مشيرة إلى أن
الهدف الرئيسى من هذه الزيارة هى تسليم المعونات المقدمة من مصر للصومال،
فضلاً عن الاطلاع على ما يحتاجه الصوماليون مستقبلاً.
كما قام الوفد بزيارة مستشفى "بنادر"، التى تعد المستشفى الرئيسى فى
مقديشيو يعمل بها أطباء مصريون، وتشهد المستشفى حالة من التكدس من المرضى
الذين يعانون من سوء التغذية والإسهال، وتقوم جمعية العون المباشر الكويتية
بتوفير التغذية العلاجية الكاملة بوجبات غذائية، كما زار الوفد مستوصف
محمد عبد الوهاب الذى أقامه اتحاد الأطباء العرب بالتعاون مع جمعية العون
المباشر، وبه مركز لتحفيظ القرآن واللغة العربية للاجئين.
الوفد زار أيضاً معسكر محمود مرى، الذى يضم قرابة الألف لاجئ، حيث تقوم
نقابة أطباء الإسكندرية بتوفير الخدمات الصحية وتقديم وجبات غذائية
للمتواجدين به.
ووصلت إلى مطار مقديشيو بالصومال، أول طائرة إغاثة مصرية مقدمة هدية من
القوات المسلحة باسم الشعب المصرى لإخوانهم الصوماليين، وحملت الطائرة 9
أطنان مواد إغاثة تشمل طناً ونصف الطن من ألبان الأطفال والأدوية، والباقى
مواد غذائية، واستقبل الطائرة وزير التجارة الصومالى الذى تسلم المعونات
المصرية.
ومن المقرر أن تصل اليوم السبت طائرة عسكرية مصرية أخرى على متنها 6 ست
معدات طبية وأدوية وألبان أطفال مقدمة من اتحاد الأطباء العرب ونقابة أطباء
مصر، ومواد غذائية أخرى مقدمة من القوات المسلحة ومؤسسة مصر الخير.