فى أول اجتماع للجامعة العربية عقب سقوط العقيد الليبى معمر القذافى، طالب
الدكتور نبيل العربى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الحكومات العربية
بالتجاوب مع متطلبات شعوبها والتى خرجت على لسان الشباب فى مظاهرات سلمية،
متجاهلا ذكر سوريا بشكل مباشر، مؤكدا أن هذه التظاهرات ليست حدثا عابرا
وإنما هى نتائج للتطور والتغير وهى مطالب مشروعة ولا داعى للمماطلة فى
تنفيذها.
وحذر العربى فى أولى حضور له اجتماع وزراء الخارجية العرب من التعامل
الأمنى مع هذه الطلبات قائلا: "أثبتت التجربة عدم جدوى التعامل الأمنى
والعنف، بل الإصلاح والتجاوب مع مطالب الشعوب وهو الطريق الوحيد للاستقرار
ومنع التدخلات الأجنبية".
وأوضح العربى أن الجامعة العربية تتعرض لضغوط متزايدة من الرأى العام اتجاه
مواقفها، وهو ما يحتاج إلى توضيح لطبيعة دورها، مشيرا فى هذا الصدد إلى
أنه يقوم بإعداد تصور حول دور الجامعة العربية المفترض أن تقوم بها فى
المستقبل، وسيتم عرضه على مجلس الجامعة الشهر المقبل.
من جانبه شكر محمود جبريل، رئيس المكتب التنفيذى للمجلس الوطنى الانتقالى
الليبى الجامعة العربية على موقفها من الأزمة الليبية، مؤكدا أنه كان موقفا
جريئا، حمى الشعب الليبى من مجازر العقيد القذافى التى كانت تنتظره، وقال
إن هذا اليوم هو يوم نصر للشهداء، وأننا نقدم التقدير للدول العربية التى
ساندتنا كما نتفهم موقف الدول الأخرى التى تحفظت على تقديم العون، ونؤكد
أننا سنتعامل مع الجميع فى إطار عربى واحد.
وتقدم جبريل بطلبين لمجلس الجامعة العربية الأول هو تقديم العون المالى
للمجلس الانتقالى حتى تستمر شرعيته ويمكنه تقديم الخدمات للشعب الليبى،
والطلب الثانى مساندة عربية لحفظ الأمن فى ليبيا إذا تعثر على المجلس
الانتقالى القيام بذلك، كما اقترح جبريل على الجامعة العربية استضافة مؤتمر
عربى للشباب فى الدول العربية للاستماع إلى آرائهم وطموحاتهم لتعمل
الجامعة العربية فى هذا الإطار.
وكان قد دعا مجلس الجامعة العربية، فى اجتماعه الطارئ على مستوى وزراء
الخارجية العرب جبريل لاستلام مقعد ليبيا بعد تجميد دام 6 أشهر.
وأكد مجلس الجامعة، أن المجلس الانتقالى أصبح الممثل الوحيد للشعب الليبى،
وتم رفع علم الاستقلال بدلا من العلم القديم، كما تم تغيير الاسم من
الجماهيرية العربية الليبية إلى ليبيا.
كما استقبل الحضور جبريل بالترحاب والتهنئة للانتصار الذى حققه الثوار على
نظام العقيد معمر القذافى، وانطلقت هتافات فى القاعة من مجموعة من الشباب
الليبى الذى حضر هذه اللحظة التاريخية ورددوا: "ليبيا حرة ليبيا حرة" ثم
غنوا النشيد الوطنى الجديد.
وتزامن اجتماع وزراء الخارجية العرب مع مظاهرات للجالية السورية أمام باب
مقر الجامعة مما استدعى تشديد القوات الأمنية من رجال الشرطة ورجال القوات
المسلحة امام الجامعة العربية لتامين المبنى والوفود، وهتف المتظاهرين
الشعب "يريد إسقاط بشار".