تباينت مواقف المرشحين المحتملين للرئاسة إزاء المشاركة فى مليونية " تصحيح
المسار "، حيث شارك البعض منهم بالفعل، وتغيب البعض الآخر فى الساعات
الأولى، ثم عادوا للمشاركة قبل نهاية اليوم، واكتفى البعض الآخر بالمتابعة "
من منازلهم " أو إبداء التعليقات على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعى.
وفيما برر عمرو موسى غيابه عن المشاركة بوجوده خارج البلاد للقاء أعضاء
الجالية بجنيف، اكتفى الدكتور محمد البرادعى بالتأكيد على حق المتظاهرين فى
التعبير عن آرائهم بشكل سلمى، وهو ما اتفق معه موسى الذى كتب على صفحته
الخاصة بالفيس بوك مؤيدا لحق التظاهر وممارسة حرية التعبير عن الرأى "طالما
تم ذلك بأسلوب سلمى، وبما لا يضر بالمصالح العليا للبلاد وعدم تعطيل
المرافق العامة ومصالح المواطنين" مؤكدا على أهمية قيام المجلس الأعلى
للقوات المسلحة بتكثيف الحوار مع مختلف القوى الوطنية والتوافق على مرتكزات
وخطة وبرنامج إدارة الشهور المقبلة والاستحقاقات الديمقراطية المنتظرة.
الساعات الأولى للمليونية شهدت مشاركة المرشح المحتمل للرئاسة حمدين صباحى،
وغياب كل من عبد المنعم أبو الفتوح وأيمن نور، فيما شارك ابنا الأخير فى
المظاهرات منذ بداية اليوم.
نور بدوره أدلى بتصريحات أكد فيها على حق التظاهر السلمى للمواطنين،
متوقعاً أن تؤتى مليونية "تصحيح المسار" بثمارها، وأن يستجيب المجلس
العسكرى لعدد من المطالب التى اتفقت عليها القوى السياسية.
وحول غياب الإسلاميين من مشهد المليونية، رأى نور أن من حق كل تيار أن يحدد موقفة وفقا للظروف التى تحيط به.
مشاركة المرشح المحتمل حمدين صباحى بدأت عقب صلاة الجمعة بمسجد " الرفاعى "
وبالتوازى معها، وجه صباحى ثلاث رسائل عبر صفحته الخاصة على موقع التواصل
الاجتماعى " تويتر "، أكد خلالها تأييده مطالب جمعة "تصحيح المسار" مشدداً
على ضرورة وقف محاكمة المدنيين عسكرياً وتعديل قانون الانتخابات ومواجهة
الانفلات الأمنى ووضع جدول زمنى لتسليم السلطة قائلاً " ثورتنا السلمية
تستكمل مسيرتها".
صباحى وجه فى رسالته الثانية التهنئة للفلاحين، معتبرا أن تأسيس نقابة لهم
بعد ثورة يناير يمثل خطوة على طريق نضال طويل من أجل استعادة حقوق وكرامة
الفلاح، معلنا فى رسالته الثالثة تضامنه مع مطالب معلمى مصر، مضيفا : "
إذا أردنا صلاحا للتعليم فعلينا تصحيح أوضاع المعلمين، وإذا أردنا حفظ
كرامة المواطن فعلينا أولا حفظ كرامة المعلم الذى ينشئ أجيالا تحفظ للوطن
كرامته.
قائمة المشاركين فى مظاهرات "تصحيح المسار" من بين المرشحين المحتملين
للرئاسة ضمت أيضا مجدى أحمد حسين رئيس حزب العمل والذى أكد دعمه للمطالبة
بوقف محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية، واستقلال القضاء المصرى،
وتعديل قانون الانتخابات لتكون كل الدوائر بالقائمة النسبية غير المشروطة.
وأشار حسين إلى أن موقف حزبه واضح بشأن المشاركة فى المليونية منذ البداية،
واصفا أهدافها بالنبيلة، والضرورية للرأى العام، مطالبا المجلس العسكرى
بتوضيح موقفه إزاء هذه المطالب المشروعه التى ينادى بها الشباب، وخاصة بعد
مثول عدد كبير من المدنيين للمحاكمات العسكرية دون تهم واضحة.
أما قائمة الرافضين لمليونية " تصحيح المسار" من بين المرشحين للرئاسة،
فضمت اللواء محمد على بلال قائد القوات المصرية فى حرب الكويت والذى اعتبر
أنه بالإمكان توصيل المطالب الشعبية بدون مظاهرات، وباستخدام وسائل أخرى
مثل وسائل الإعلام، مؤكدا أن المظاهرات التى وصفها أنها تعطل مصالح
المواطنين.
وأكد بلال فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن المشاركة فى تلك المظاهرات تمثل
نظره للخلف وليس للأمام كما يعتقد البعض ،خاصة وان تلك المظاهرات تتسبب
فى تعطل حركة المرور ومصالح المواطنين ".
فى منزل اللواء عمر سليمان المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية بدت الصورة
مختلفة حيث أكدت مصادر أن أجواء من التوتر، والقلق الشديد تسود بين أفراد
أسرة مدير المخابرات العامة السابق بعد قرار المستشار أحمد رفعت رئيس
محكمة جنايات القاهرة للشهادة فى قضية قتل المتظاهرين، التى يحاكم فيها
الرئيس المخلوع ووزير الداخلية السابق حبيب العادلى.
وألمحت المصادر إلى أن حديثا جانبيا دار بين أحد أفراد الأسرة، وأحد أصدقاء
الأسرة داخل منزل سليمان حول ما إذا كان اللواء عمر سليمان سيتناول فى
شهادته ما إذا كان الرئيس المخلوع قد أعطى أوامره بإطلاق النار على
المتظاهرين أم لا، وأنه إذا جاءت شهادة سليمان بأن مبارك أعطى أوامره
بالفعل بالتعامل بالعنف مع المتظاهرين، فإن هذا من شأنه أن يحدث صداما
كبيرا بينه وبين الرئيس السابق داخل المحكمة، مضيفا أن الحديث تطرق إلى
خطورة الموقف إذا ما جاءت شهادة سليمان مؤكدة على أن مبارك أعطى أوامره
بإطلاق النار.